حيث تفيد الهيئة أنها استقبلت خلال الأيام الماضية شكاوى من مواطنين تتعلق ببرامج تبث عبر القنوات التلفزيونية وبرامج الراديو بشهر رمضان المبارك لعام 1444 هجري، الموافق 2023م، منها برامج تتعلق بفئات هشة كالأطفال والمهاجرين والمرضى والفقراء والأشخاص ذوي الإعاقة، تعرض فيها مآسيهم ومعاناتهم اليومية، دون مراعاة لمشاعر هؤلاء الناس أو مشاعر أبنائهم أو أقاربهم.
وعليه تقر الهيئة بالاتي :
_ تؤكد الهيئة أن للهبات والصدقات ضوابط شرعية وأخلاقية، تحفظ كرامة من يستلمها، وأن مثل هذه البرامج تتنافى مع مبادئ مدونة قواعد السلوك المهني الإعلامي في ليبيا التي اعتمدتها الهيئة منذ بداية عملها في عام 2022م وما نصت عليه المواثيق الدولية الضامنة لحقوق الإنسان وحماية كرامته
_ فإنها تدعو إلى ضرورة الالتزام بالقواعد الأخلاقية للعمل الإعلامي، دون توظيف معاناة بعض المواطنين واستغلالهم في برامج تحقق نسب مشاهدة مرتفعة قد تشهّر بهم ولو دون قصد.
_ تذكر الهيئة بالمبدأ الحادي عشر من مدونة السلوك المهني والذي ينص على أنه يجب على وسائل الإعلام “حماية الأطفال والفئات المستضعفة الأخرى” وذلك من خلال:
• عدم إظهار الأطفال والفئات الهشة الأخرى إذا كان موضوع التصوير وضعية مهينة (فقر أو تشرد أو تسول)
• تجنب ذكر الأسماء عندما يكون القاصرون ضحايا أو شهوداً، أو متهمين في قضايا جنائية.
• الامتناع عن تصوير الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، أو المختلين عقليًا، وعدم نشر صورهم، أو الالتزام بإخفاء معالمهم عند ضرورة النشر.
_ كما تذكر الهيئة بالمبدأ الثاني عشر من مدونة السلوك المهني “مبدأ الحد من الضرر والأذى” والذي يعني الحذر من نشر الحقائق كاملة إذا كانت هناك عواقب سلبية لنشرها على أي طرف من الأطراف، أو قد تؤدي إلى حدوث قلاقل واضطرابات.
_ وتعتبر الهيئة تلك الأعمال مخالفة صريحة للعمل الإعلامي المهني، واستغلال مأساة الأشخاص بشكل يرسم صورة للمجتمع قد تتنافى مع الواقع، وإن كان هذا الواقع يشوبه الكثير من القصور، بآداء إعلامي ينتهك كرامة الذات البشرية.
_ وتجدد الهيئة دعوتها لجميع المؤسسات الإعلامية إلى التوقيع على مدونة قواعد السلوك المهني الإعلامي والالتزام بالمبادئ التي نصت عليها.
الهيئة العامة لرصد المحتوى الإعلامي
طرابلس | 28 مارس 2023م