فشل سياسات.. أم هروب من المسؤولية والمتابعة

لا تحتاج خبيراً ولا وجهدا في البحث فلو سألنا على أبسط الأمور وهي بعد معرفة كم عدد طالبي اللجوء المسجلين لديها في ليبيا والذين وصل عددهم 47.859 شخص , فهنا نسأل كيف تتواصل مكاتب المفوضية مع هذا العدد ( مكتبين فقط في طرابلس ) وهل تعرف أماكن سكنهم ؟ وكيف تخبرهم بمواعيد المقابلات أو مواعيد تسليم أي مساعدات!!! , الأمر بسيط بالنسبة لهم تعتمد المفوضية على الاتصال بالهاتف , والجميع يعلم أن الأجنبي في ليبيا وكل من لا يملك إقامة رسمية لا يمكنه الحصول على شريحة الهاتف ( لبيانا أو مدار ) وغالبية العمال والمهاجرين يشترون شريحة الهاتف بأسماء أشخاص ليبيين وهذه الوسيلة بلا شك فاشلة ولا تدوم ففي الغالب يقوم صاحب الشريحة بإغلاقها أو إعادة بيعها من جديد لمهاجر ثاني , وهنا يفقد الاتصال باللاجئين والمهاجرين في ليبيا ولا تعرف المفوضية UNHCR هل هو حي أو ميت ؟موجود في ليبيا أو خارجها ؟ ركب البحر وغادر ؟ أما هو مخطوف لدى تجار البشر أو في مركز احتجاز ؟ حتى في المساعدات التي تقدمها المفوضية من الحين للأخر كانت تعتمد على إرسال رسائل نصية وهنا ( كل لاجئ ونصيبه ) , رغم أن الصفحات الرسمية للمفوضية تعلن كل فترة عن أرقام هواتف لها ومنها خطوط ساخنة وهي أيضا أرقام عادية , ولا تتجاوز 5 أرقام لكل هذا العدد المسجل مع وجود 5 أرقام لشركاء المفوضية تقدم الدعم النفسي وبعض الخدمات , ولكن أهم خدمة تقدمها المفوضية وهي الحماية وحالات الطوارئ خصصت لها رقم واحد أو أثنين فقط , وهنا يحدث نفس الإشكال هل جميع طالبي اللجوء لديهم القدرة للوصول إلى شبكة الإنترنت وفتح صفحات المفوضية ومعرفة أرقامها الجديدة أو مواعيد عملها؟

هواتف المفوضية :

– لتقديم الدعم على الرقم 0910354839.

– خدمات الحماية في المناطق الحضرية 0917127644

– الطوارئ / الاحتجاز 0919897936

– التسجيل 091989937

أرقام شركاء مفوضية اللاجئين :

 خدمات تشيزفي – بما في ذلك الخدمات النفسية:

– الهاتف 1: 0027717 091

– الهاتف 2:  2767166 092

– الهاتف 3: 0027716 091

لجنة الإنقاذ الدولية:

 – استشارات عامة: 0347365 091

– استشارات الصحة الإنجابية والرعاية السابقة للولادة: 0354818 091

كل هذه الأرقام التي تستخدمها المفوضية هي تخص شركات ( لبيانا ومدار ) والجميع يعلم نوع الخدمة وضعف الاتصالات مع الانقطاع المستمر للكهرباء في ليبيا وحتى لو افترضنا أن جميع المسجلين لدى المفوضية يمكنهم الحصول على شريحة الهاتف والتي يصل سعرها في السوق السوداء من 30 دينار إلى 70 دينار للمهاجر رغم أنها داخل الشركة فقط 3 دينار ليبي تظل هذه الطريقة غير ناجعة وتؤكد لنا صدق عشرات الشهادات التي يرسلها طالبي اللجوء أنهم لا يجدون تواصل نهائي من المفوضية خصوصاً الذين يسكنون خارج العاصمة طرابلس فقد أكدوا أن المفوضية UNHCR لم تجري معهم أي اتصال منذ أكثر من عام كامل رغم أنه مسجل فيها ويتملك رقم ووثيقة . ويبقى السؤال مطروحا دائما.

هل يوجد بدائل كي نرفع عن المهاجر وطالب اللجوء بعض من حجم المعاناة..؟

بقلم الباحث الحقوقي في مؤسسة بلادي كمال ابوزناد