التعليم المتعدد اللغات – ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم
جاءت فكرة الاحتفاء باليوم الدولي للغة الأم بمبادرة من دولة بنغلاديش، وأقرّها المؤتمر العام لليونسكو عام 1999، وبموافقة 28 دولة بدأ العالم اعتباراً من عام 2000 أجمع الاحتفاء بهذا اليوم، من أجل تعزيز التعدد اللغوي والثقافي وتعدد اللغات ولفت الانتباه إلى دور اللغات في نقل المعرفة. ويرمز اختيار تاريخ 21 فبراير من كل عام للاحتفال باللغة الأم، إلى اليوم الذي فتحت فيه الشرطة في دكا عاصمة بنغلاديش النار على تلاميذ خرجوا عام 1952م متظاهرين للمطالبة بالاعتراف بلغتهم الأم، البنغالية، لغة رسمية في باكستان بشطريها الغربي والشرقي آنذاك.
وخصصت اليونسكو جائزة توزع في هذا اليوم على اللغويين والباحثين ونشطاء المجتمع المدني، مقابل عملهم في مجال التنوع اللغوي والتعليم المتعدد اللغات. وشرعت المنظمة في توزيع هذه الجوائز منذ عام 2002، وحازت عليها عدة شخصيات تهتم بميدان اللغات إضافة إلى عدة مؤسسات تعليمية من 11 بلدا. ومن هنا راح الجميع يبدون اهتمامهم بحفظ لغة الأم.
يهدف هذا اليوم لتعزيز تعدد اللغات في جميع أنحاء العالم، فيوجد في العالم حوالي 6000 لغة، ولكن 43٪ منها معرضة لخطر الانقراض، بسبب تحدث الأجيال الأخيرة بلغات أخرى وعدم التركيز على اللغة الأم، بالإضافة إلى أن لغات الأقليات لا تنتشر لأنها تنتمي لأقليات وبالتالي هي معرضة للاندثار.
يَعتبِر اليوم الدولي للغة الأم أن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراث الشعوب، لأن اللغة هي الوعاء الذي ينقل ميراث الشعوب وتقاليدها وعاداتها، وتعبر من خلالها عن هويتها. وتسعى منظمة اليونسكو من وراء تخصيص يوم عالمي للاحتفال باللغة الأم إلى تحقيق عدة أهداف منها:
إبراز أهمية التنوع اللغوي في العالم، في عصر هيمنت فيه ظاهرة العولمة،
حماية مقومات هوية شعوب الكرة الأرضية، ومن أبرزها اللغة، و
تعزيز التعدد اللغوي والثقافي.
في المنطقة العربية، بالإضافة إلى اللغة العربية تعترف بعض البلدان ببعض اللغات الأم، كاللغة الأمازيغية التي يتم تدريسها وأنشئت لها معاهد تعليمية في المملكة المغربية وجمهورية الجزائر. أما ليبيا، في ظل أربعة عقود من حكم نظام القذافي، عانت من سياسة عدم الاعتراف بوجود لغات أم أخرى، بل وحتى الاعتراف بفكرة وجود مكونات عرقية غير العرب داخل ليبيا. لم يكن يسمح بتعلم اللغة ولا الحديث بها خصوصا في وسائل الإعلام ولا تدريسها، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. هذا الوضع تغير بعد عام 2011، ولكن لا يزال المزيد من الجهد المطلوب.
لقد أدى الخلاف حول المادة الثانية من مشروع الدستور الليبي، الذي أعدته الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، إلى انسحاب بعض المكونات الثقافية من الهيئة التأسيسية لشعورهم بالإقصاء والتهميش.
إن المنظمات الموقعة على هذا البيان، وإذ تؤمن بأن التعدد اللغوي والثقافي في المجتمع الليبي هو إثراء للهوية والثقافة الليبية وتعزيز للسلم والاستقرار المجتمعي، تدعوا السلطات الليبية إلى:
تعزيز التعدد اللغوي والثقافي في المجتمع الليبي، واعتماد اللغات الأمازيغية والتارقية والتباوية لغات وطنية،
زيادة الوعي العام بشأن أهمية التنوع اللغوي والتنوع الثقافي،
إعداد خطط وتوفير الدعم لتعليم اللغات الوطنية بدءاً من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها،
كما تدعو المنظمات الموقعة على هذا البيان مؤسسات المجتمع المدني والقيادات السياسية والفكرية لكل المكونات الثقافية للمجتمع الليبي بالعمل على نشر الوعي بالتعدد الثقافي والتوافق حول المسائل المختلف عليها في مشروع الدستور المتعلقة بالهوية واللغة، من أجل تعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي.
صدر في طرابلس – ليبيا
21 فبراير 2023
المنظمات الموقعة على البيان:
1_ جمعية حكمة النساء للمرأة والثقافة، الكفرة.
2_ جمعية Čabu للثقافة والتراث، الكفرة.
3_ جمعية مد يد العون للأعمال الخيرية، الكفرة.
4_ منظمة التواصل الثقافية الاجتماعية، أوباري.
5_ منظمة أمل الجنوب للسلام والتنمية المستدامة، مرزق.
6_ جمعية أبناء الصحراء الثقافية الاجتماعية، مرزق.
7_ حقوقيون بلا قيود، بنغازي.
8_ مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان، صبراتة.
9_ منظمة صوت المهاجر، الزاوية.
10_ منظمة 17 فبراير للبيئة وحقوق الإنسان، طرابلس.
11_ منظمة تبينوا لحقوق الانسان، نالوت.
12_ المنظمة العربية الدولية لحقوق المرأة، طرابلس.
13_ منظمة المتوسط للتنمية والاغاثة، صرمان.
14_منظمه البريق لحقوق طفل، طرابلس.
15_ منظمة التضامن لحقوق الإنسان، طرابلس.
16_ منظمة إحقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل، طرابلس.
17_ منظمة النصير لحقوق الإنسان، طرابلس.
18_ مؤسسة الصحافة الحرة، صبراتة.
19_ جمعية الخير للأشخاص ذوي الإعاقة، صبراتة.
20_ جمعية لآلئ الخير للإغاثة، صبراتة.
21_ جمعية بصمة أمل لأطفال التوحد، صبراتة.
22_ منظمة شموع لا تنطفي لذوي الإعاقة، صبراتة.
23_ جمعية حرائر تراغن الخيرية للبر والتقوى.
24_ الاتحاد النسائي تراغن.