بقلم.. أمجد سالم
مهـــاجرون مــن لبنـــان و ســوريا انطلقوا فـي قـارب بتــاريخ 11 أغسطس من ” شـــيخ زنـــاد فــي عكـــار ” شمـــال لبنــــان كانـــوا علي لقـــاء مع قراصنـــة الأبيض المتوســـط أثنـــاء عبـــورهـــم من خـــلـال المياه الـإقليمية اليونانية و المالطية حيثُ يتواجـــد هناك بعــض القراصــنــة المدعومـــين دوليـــاً .
المهاجرون الــذين تجــاوز عددهـم 100 كان بينهـــم 37 طفـــلـاً و 14 امرأة و 59 رجـلـاً بعد النجــاح فـي عمليــة اختطافهـــم حسب العديــد من المنظمــات الحقوقيـــة و أهــالــي المختطفــــين وقـد تــم التوصـل إلي العديــد من الـأسمــاء للأشخــاص المتواجديـــن علي هــذا القــارب المنكوب و قـد تــم نقلهــم إلــي مدينــة بنغـــازي وســط تكتـــم و غمــوض من قِبل حُكــومـــة شـــرق ليبيا ، ركــاب قــارب شيخ عكار لــم يعلمــوا بــأنهم على مـــوعــد مــع قراصنـــة الـأبيــض المتوســـط ، يُواجهون اليوم مصيراً قاسياً اعتقدوا أنّهم تجاوزوه مع مغادرتهم لبنان ، ووفق منظمة ” ألارم فون ” أيّ الخطّ الساخن لركاب القوارب المنكوبة والتي تُطلق إنذاراً معتاداً في هذا النوع من الحوادث ، أنّه يوم 18 أغسطس ، كانت “ألارم فون” على اتصال بهذا المركب وأخبر أنّهم في تمام الساعة 14:56 بتوقيت وسط أوروبا ، واجهوا ” سفينة تحمل العلم الليبي كانت تطاردهم وأنّ رجالاً مسلحين كانوا يطلقون النار عليهم ، مما أدى إلى إصابة شخص واحد على متنها “، الأمر الذي دفع المنظمة إلى إبلاغ سلطات الاتحاد الأوروبي بحالة طوارئ خطيرة : أي كل من السلطات المالطية و اليونانية مراراً ، مطالبين بعملية إنقاذ ، و أوضحت المنظمة أنها استمرت في تواصلها مع المنكوبين ، محاولةً تلقــي تحديثات عن مواقعهم و وضعهم ، ” لكن عند الساعة 15:50 ، تحدّث من كان على متن السفينة المنكوبــة عن ” أشـرار ” وفق وصف المنظمة ، يتتبعونهم و يحاولون اختطافهم ، ثم أبلغتهم المنظمة بعد ساعة تقريباً بضرورة انتقالهم إلى منطقة البحث والإنقاذ اليونانية للهروب ، ليكون هذا آخر اتصال وتواصل بينها وبين المنكوبين حتى بعد محاولات عدة كانت بلا جدوى , و بعد مرور ساعات من المحاولات و التواصل مع السلطات ، أبلغ ضابط مناوب في السلطات اليونانية تابع هذه القضية ، أنهم أرسلوا قاربا إلى الموقع ولكن لم يتمكن من العثور عليهم ، فيما السلطات المالطية لم تعط أيــة معلومات .
و مــن خــلـال هــذه الحادثــة ترجع بنــا الذاكرة إلي تاريخ 24 مايو 2023 لحادثة قاربُ الصيد الذي كان علي متنه 500 مهاجر فُقد الاتصال بهم عندمــا كانوا في منطقــة البحث والـإنقــاذ المــالطــية و تــم خطفهــم و إرجاعهـــم لمدينة بنغازي .
إن عدم قيام السلطات اليونانية و المالطية بواجبهما في انقاذ السفينة من قراصنة الـأبيـض المتوسط يُعــد أمــراً مخــزياً ،
نعلـــم جميعـــاً بـأن كل الدول لها الحق في أن تقرر ما إذا كانت ستمنح مواطنين من خارج حدودها حق الوصول إلي اراضيهــا و لكن نذكر دول الاتحاد الأوروبي بتقرير البرلمان الأوروبي و الذي جاء فيه ” لا تؤدي ممارسات وسياسات إيقاف طالبي اللجوء والمهاجرين المحتاجين إلى الحماية عند أو قبل وصولهم إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ( عمليات الإعــادة ) إلي تأكل قيـم الإتحاد الأوروبـي علي النحو المنصوص عليه في معاهدات الإتحاد الأوروبي فحسب ، بل انها قــد تنتهك أيضاً القانون الإنساني و قانون حقوق الإنســان الدولـي و الـأوروبي ” .
نطالــب الجهــات المعنيــة و المختصـــة بالكشــف عن المختطفـــين وتمكـــين عائلتهــم من التواصــل معــهم والــإفـــراج عنهـــم ، و توضـــيح هــذا الفعـــل والـــذي يُعـــد بحســـب القانـــون رقــم 24 لسنـــة 2023 المُعيب والــصــادر عن البرلمـــان الليبي عمل إجرامـــي يُعاقــب فاعلــه بالسجــن لمدة لا تقـــل عن خمس سنوات وغـــرامة مالية لـا تقــل عن عشــرة ألـاف دينـــار ….