بقلم:آسيا سعيد
بينما أشاهد الأخبار فإذا بحفل تقديم جوائز نوبل و حصول الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي على جائزة نوبل للسلام و هي لا تزال خلف القضبان, على دورها في النضال من أجل حقوق الإنسان و الحريات, بدأت رئيسة اللجنة بيرت ريس-أندرسن خطابها بثلاث كلمات قوية مرتبطة “المرأة – الحياة – الحرية “. و إذا تأملنا الرابط بين هذه الكلمات سنجده بلا شك قوياً فالمرأة هي أساس الحياة. و لا حياة بدون حرية. هناك الكثير من العمل الذي يجب علينا نحن النساء الناشطات في المجتمع المدني القيام به في مجال حقوق الإنسان.
كل يوم نشاهد و نسمع أخباراً متعلقة بانتهاك حقوق المرأة في ليبيا بالأخص المتعلقة بالحق في الحياة والحرية و التعليم. منذ أيام تعرضت طفلة كانت ذاهبة للمدرسة للقتل بسبب انتشار الأسلحة و التسيب و الإفلات من العقاب. ما ذنب الطفلة ماريا الورفلي لكي تصاب بطلق ناري يخترق حقيبتها المدرسية ثم جسدها الصغير أثناء عودتها من المدرسة. أين الحكومة في تحمل مسؤولية انتشار الأسلحة؟ أين الجهات الأمنية المكلفة بحماية المدنيين؟ و بالحفاظ على الأمن في مدينة سبها؟ لماذا تغتال براءة الطفولة وتنتهك حقوق الطفل؟ في الوقت الذي تعاني فيه الفتيات من نقص في فرص التعليم و يسعى فيه بعض الأفراد المتشددين من حرمان الفتيات من اكمال تعليمهن و الدعوة إلى تزويجهن مبكراً.
أتذكر عندما كنت أدرس في مدينة سبها في مدرسة الشهيد عمر المختار, حادثة تعرض جارتنا للإعتداء و كسر فكها بدبشك السلاح بطريقة وحشية. ونقلت لطرابلس للعلاج وبعدها توقفت عن الدراسة للأبد و أكتفت بالذهاب إلى حلقات تحفيظ القرآن و الدراسات الدينية في جامع بقرب المنزل. و تسببت هذه الحادثة في حرمان بعض الفتيات من مواصلة الدراسة بعد أن منعتهن أسرهن من الذهاب للمدرسة خوفا من الإعتداء أو الخطف. إن انتشار الأسلحة و الجماعات الإجرامية سيؤثر سلباً على أوضاع حقوق الإنسان بالأخص الفئات المهمشة و الضعيفة مثل النساء والفتيات و الأطفال.
يجب على السلطات الليبية أن تتحمل مسؤولية هذه الإنتهاكات التي تحدث مراراً و تكراراً دون اتخاذ أي إجراءات على الأقل للحد منها. نعم, بأي ذنب قُتلت الطفلة ماريا الورفلي؟ و هي عائدة من المدرسة. و لم نرى أي تصريح من وزير التعليم و لا من أي مسؤول أخر وكأن شيئا لم يكن! لا أعرف ماذا سيفعل الوزير لو كانت هذه الطفلة مكان ابنته؟ وتعرضت عشوائيا إلى طلق ناري؟؟ إلى متى نعاني في ليبيا من اللامسؤولية و اللامبالاة من قبل المسؤولين والجهات الأمنية الذين يتقاضون مرتبات من أموال الشعب دون القيام بعملهم على أكمل وجه؟ إلى متى الفوضى و ما يتنج عنها من انتهاكات أودت بحياة الكثير و لم تزر حتى النساء و الأطفال؟